الأحد، 23 ديسمبر 2012

المدرسة الديكارتية


المدرسة الديكارتية (العقلية)
” أنا أفكر إذن أنا موجود ”
***
تعريف مؤسس المدرسة
ولد ديكارت عام1596م في لاهاي إن تورين وتعلم في كلية لافليش اليسوعية العلوم والفلسفة والمنطق والأخلاق، ونال إجازة الحقوق من جامعة بواتيه عام1616م، تطوع للخدمة في الجيش الهولندي عام1618م، وخاض معه عدة معارك، وفي عام1622م عاد ديكارت إلى فرنسا وصفى جميع أملاكه ليستثمر الأموال في تجارة السندات المالية.
وفي الفترة بين 1628م و1649م عاش ديكارت حياة علمية هادئة في هولندا، وألف فيها معظم مؤلفاته، والتي أحدثت ثورة في مجالي الرياضيات والفلسفة، وفي عام1633م أدانت الكنيسة الكاثوليكية العالم جاليليو، مما أدى إلى توقف ديكارت عن نشر بعض أفكاره، وفي عام1643م أدانت جامعة أوتريخت الهولندية الفلسفة الديكارتية، وفي أواخر عام1649م، قبل دعوة ملكة السويد كريستينا لزيارة السويد حيث أصيب بمرض عضال وتوفي هناك عام1650م.
·         مؤلفاته
ž     كتب ديكارت ثلاثة مؤلفات رئيسة، وهي:
ž     1- رسالة في منهج والتصرف العقلي السليم للمرء والبحث عن الحقيقة في العلوم أو رسالة في المنهج 1637م.
ž     2  - تأملات في الفلسفة الأولى (1641م).
3  - مبادئ الفلسفة (1644م). الذي ما زال يشكل النص القياسي لمعظم كليات الفلسفة. كما أن لديكارت تأثير واضح في علم الرياضيات، فقد اخترع نظاما رياضيا سمي باسمه وهو (نظام الإحداثيات الديكارتية)  أو الجداء الديكارتي ، الذي شكل النواة الأولى لـ(الهندسة التحليلية)، فكان بذلك من الشخصيات الرئيسة في تاريخ الثورة العلمية. وديكارت هو الشخصية المحورية لمذهب العقلانية في القرن17م، كما كان ضليعا في علم الرياضيات، فضلا عن الفلسفة، وأسهم إسهاما كبيرا في هذه العلوم، وديكارت هو صاحب المقولة الشهيرة:"أنا أفكر، إذن أنا موجود."

·         مبادئ المدرسة
ž     شك ديكارت في المعرفة الحسية سواء منها الظاهرة أو الباطنة، وكذلك في المعرفة المتأتية من عالم اليقظة، كما شك في قدرة العقل الرياضي على الوصول إلى المعرفة، وشك في وجوده، ووجود العالم الحسي، إلى أن أصبح شكه دليلا عنده على الوجود، فقال "كلما شككت ازددت تفكيرا فازددت يقينا بوجودي".
ž     يفرق ديكارت بين النفس والجسد، ويرى أنهما جوهران مختلفان تماما، ويقول:"إنني لست مقيما في جسدي كما يقيم الملاح في سفينته، ولكنني متصل به اتصالا وثيقا، ومختلط به بحيث أؤلف معه وحدة منفردة، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما شعرت بألم إذا أصيب جسدي بجرح، ولكني أدرك ذلك بالعقل وحده، كما يدرك الملاح بنظرة أي عطب في السفينة".
ž     يعتقد ديكارت أن الله يشبه العقل من حيث إن الله والعقل يفكران ولكن ليس لهما وجود مادي أو جسمي، إلا أن الله يختلف عن العقل بأنه غير محدود، وأنه لا يعتمد في وجوده على خالق آخر، ويقول:"إنني أدرك بجلاء ووضوح وجود إله قدير وخير لدرجة لا حدود لها".
المنهج
ž     جملة قواعد تعصم مراعاتها ذهن الباحث من الوقوع في الخطأ ، وتمكنه من بلوغ اليقين في جميع ما يستطيع معرفته دون أن يستنفذ قواه في جهود   ضائعة.
وقد اعتبره ديكارت فن البرهان العقلي الذي يمكن استخدامه في العلوم الرياضية والطبيعية على السواء، وكان يسعى إلى مرحلة الوحدة بين المنهج والمعرفة، التي كانت هدفاً يسعى إلى تحقيقه.
ž     ابتكر منهجا جديدا في الفلسفة، ويقوم المنهج الديكارتي على أساسين:
 1- الحدس : المعرفة المباشرة التي لا تحتاج إلى وسائط. يصدر عن نور العق وحده، أي إدراك الشيء في لمحة وومضة.
2- الاستنباط: أي العملية العقلية التي تنقلنا من الفكرة البديهية إلى نتيجة أخرى تصدر عنها بالضرورة.  ويحتاج المنهج السالف إلى أربع قواعد :
ž     1- البداهة: أي التصور الذي يتولد في نفس سليمة منتبهة عن مجرد الأنوار العقلية.
 2 - قاعدة البساطة: تقسيم المعضلات التي يبحث فيها ما أمكن بمقدار ما تدعو الحاجة إلى حلها على أحسن الوجوه.
ž     3- قاعدة التحليل والتركيب: البدء بالأفكار البسيطة والأيسر معرفته والتدرج في التعقيد.
ž     4- قاعدة الإحصاء والمراجعة: عمل مراجعات كاملة ووافية التي تجعل من الثقة عدم نسيان أو إغفال أي جزء من المشكلة.
ž     و لقد أسهم ديكارت في الشك المنهجي حيث استهدف في شكه الوصول إلى اليقين و أسباب الشك لديه أنه يلزم أن نضع موضع الشك جميع الأشياء بقدر الإمكان ، و يبرر الشك أنه تلقى الكثير من الآراء الباطلة و حسبها صحيحة فكل مل بناه منذ ذلك الحين من مبادئ على هذا القدر من قلة الوثوق لا يكون إلا مشكوكا فيها إذن يلزم أن نقيم شيئا متينا في العلوم أن نبدأ بكل شيء من جديد و أن نوجه النظر إلى الأسس التي يقوم عليها البناء ، مثال المعطيات الخاصة للحواس ، فالحواس تخدعنا احيانا و الأفضل الا نثق فيها،  أما الأشياء العامة كالعيون و الرؤوس و الأيدي التي يمكن ان تتألف منها الخيالات يمكن أن تكون هي نفسها خيالية محضة. ، "أنا أشك إذن أنا موجود."
طبيعة المعرفة
ž     أولاً: ما هي أهمية نظرية المعرفة:
ž     - إدراك الوجود من حولنا.
ž     - أساس المباحث العلوم الجزئية مثل العلوم الجزئية والعلوم الطبيعية وعلم الفلك والرياضيات وغيرها من العلوم التي من خلالها يمكننا إدراك أسرار الوجود الكامنة والغائبة عن أذهاننا.
ž     · ثانياً : مما تتألف المعرفة:
ž     - من مدركات تمثل الأجسام أي مظاهرها المحسوسة مكتسبة بالحواس ومختزنة في المخيلة.
ž     - ومن مدركات مجردة عن كل عرض محسوس مكتسبة بالعقل.
العقل
ž     المذهب العقلي: العقل هو المصدر الوحيد للمعرفة التي تطبع بطابع:
ž     - الضرورة : التي توجب صدق القضايا والأحكام دائما كما هو، من قوانين المنطق والرياضة والبديهات
ž     - الكلية :صدق هذه الأحكام في كل زمان ومكان وعدم تغييرها بتغيير الظروف والأحوال.
ž     * : تكوين العـــــــــقل:
ž     - تفاوت درجات المعرفة بين طبقات المجتمع:
ž     فرقت بين الفيلسوف (طالب المعرفة) والعامة من الناس،إذ أن الفيلسوف في معرفته يعتمد على الذهن والعقل ، أما العامة من الناس تعتمد على الحواس والوهم ، وشبه عقل الفيلسوف بالماسة وعقل العامة من الناس بالكربون ، وقد أكدت على تساوي العقل بين الناس ولكن الاختلاف يحدث في توجيه العقل واستعماله الاستعمال السليم أو الخاطئ.
ž     " العقل أعدل قسمة بين الناس... إن قوة الإصابة في الحكم وتمييز الحق من الباطل- وهي في الحقيقة التي تسمى بالعقل أو النطق- تتساوى بين كل الناس بالفطرة.
ž     إني أميل إلى الاعتقاد بأن النطق أو العقل، مادام هو الشيء الوحيد الذي يجعلنا أناسا ويميزنا عن سائر الحيوان، هو بأكمله في كل إنسان".
ž     جعل ديكارت علم الأخلاق رأس الحكمة، وتاج العلوم، وأنه لابد من الاطلاع على كل العلوم قبل الخوض في علم الأخلاق، وقال:"مثل الفلسفة كمثل شجرة جذورها الميتافيزيقيا، وجذعها العلم الطبيعي، وأغصانها بقية العلوم، وهذه ترجع إلى ثلاثة علوم كبرى، هي: الطب، والميكانيكا، والأخلاق العليا الكاملة، وهذه الأخيرة تتطلب معرفة تامة بالعلوم الأخرى، وهي أعلى مراتب الحكمة".
التعلم
ž     أهمية التعلم:
ž     رأت أن الحكيم أو الفيلسوف يجب أن يتعلم الموسيقى للسمو بنفسه ( الروح) ويتعلم الرياضيات للابتعاد عن الأشياء المحسوسة للسمو بالفكر إلى التجريد لاستخراج الحقائق الكامنة في النفس ، وأكدت أن الرياضيات هي التي توصل إليها البشر بوضوح ذاتي ويقيني وهي قادرة على بناء العلم والمعرفة ، والتقدم فيها في طريق واضح من أبسط الأشياء إلى أكثر التركيبات تعقيداً ، وأن العقل الرياضي هو بالأكيد العقل السليم.
الخاتمة
ž     العقل هو أساس المعرفة.
ž     ضرورة فصل بين الذات العارفة وموضوع المعرفة.
ž     الرياضيات أفضل الأدوات المساعدة على التجريد.
ž     إرادة الرب مطلقة.
ž     الرب مصدر كل الأشياء.
ž     لا معرفة بدون منهج.
ž     لا منهج بدون شك.
ž     لا شك بدون كوجيتو الذات.
ž     أفضل كوجيتو هو : ”أنا أفكر إذن أنا موجود.“

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق