السبت، 3 نوفمبر 2012

كتاب مقدمات في السياسة المدنية




مقدمة مقدمات في السياسة المدنية  ( دار رياض العلوم /الجزائر)

           قد لا أتفق مع  هوبز توماس  حين اعتبر الإنسان مجرد حيوان طبيعي لا غير، وكان هدفه من المقولة نقد مقولة أرسطو القائلة بأن الإنسان حيوان سياسي، وأن التمدن ظاهرة فطرية في الإنسان. وأنا أحذو حذو أرسطو ، واعتبر أن الإنسان حيوان سياسي بالفطرة و الفعل ، فالفطرة زودته بالمبادئ العامة المرتبطة بالحياة على الخصوص ، من جودتها ، وغايتها ، وضروريتها،  والفعل من حيث آلية ممارسة السياسة في أوجهها البارزة منذ القدم السيادة والسلطة.
    ثم يأتي العقل ليفتق النظر السياسي ويقدم للسياسة المدنية السياج الفكري ، والوعاء المؤساساتي، ويسيج النظام بالقانون والدستور ...
 ومن خلال حركة الفطرة والفعل والعقل استطاع الإنسان أن يجعل من السياسة المدنية منهج حياة، وطريقة مثلى لتنظيم نفسه بنفسه ولنفسه في أنظمة سياسية تختلف من مجتمع لأخر حسب تركيباته الثقافية والاجتماعية.
      إننا لا نريد من هذا العمل الولوج إلى خضم الإشكاليات السياسية ، ولكن غرضنا هو تقديم للباحث والطالب الجامعي مجمل المقدمات العامة في السياسة المدنية، من خلال القراءة الكرنولوجية لتطور النظرية السياسية ،ومن خلال القراءة الجينيالوجيا  لبعض المفاهيم كالسياسة و المدنية ..
   فالفكر السياسي في حركته الاجتماعية لم ينطلق من مرحلة بعينها وإنما هو وليد أولى المدنيات والتجمعات الإنسانية، فالإنسان كان ولا يزال حيوان سياسي.    
        ونرجو في الأخير أن نكون قد قدمنا في هذا العمل مقاربة نظرية للحكمة العملية التي هي أساس وجوهر التقدم الحضاري .
                                    

********************************************************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق