الأربعاء، 10 يونيو 2015

قسوم الفيلسوف الأديب: مسارات وعطاءات

صدر الكتاب 25 لمختبر الأبعاد القيمية للتحولات الفكرية والسياسية بالجزائر
وهو عبارة عن أعمال ملتقى وطني نظمه مختبر " مشكلات الحضارة والتاريخ في الجزائر." بمعية مجموعة من المختبرات من بينها مختبر الأبعاد القيمية للتحولات الفكرية والسياسية بالجزائر. موضوع الملتقى وُسم ب"قسوم الفيلسوف الأديب:مسارات وعطاءات."
وقد شاركت بدراسة وسمتها ب: الاشتباه في مفهوم الزماندراسة نقدية لكتاب مفهوم الزمان لعبد الرزاق قسوم."
- استهلال
 يسرنا في هذا المقام الاحتفائي والاحتفالي في الوقت نفسه، الاعتراف للسّيد عبد الرزاق قسوم بالخبرة الفلسفية في معالجة القضايا العميقة في الفلسفة ومباحثها. كما نشهد له بالتواضع الجم، فهو كالسنبلة التي تنحني تواضعا كلما زاد وزنها من حبات البُر الذّهبية، بينما الفارغات رؤوسهن شوامخ.
 تمتاز أغلب كتابات عبد الرزاق قسوم بالتأصيل المفتوح على علوم العصر وتقنياته، فهو دوما يحاول ربط قضايا الفلسفة بالهُوية من حيث جميع أبعادها، وخاصة في بعدها الديني والتاريخي. ثم ربطها بالواقع المتغير، فأصالته أصالة تَفَتُح ومواكبة لا أصالة تقليد وإتباع، فهو ضد العتاقة المتجذرة في كثير من الكتابات الفلسفية للتراث.
 يعتبر كتاب مفهوم الزمان في فلسفة أبو الوليد ابن رشد من الكتب الرئيسة والهامة، سواء من حيث مادته المعرفية أو من حيث بنيته اللغوية وصرامته المنطقية، فهو كتاب متقن من حيث لغته وأفكاره ومنهجه، وغني بالمفاهيم والمصطلحات، وتم تبويبه تبوبا أكاديميا، زيادة على ذلك تم تشبعيه بأهم المفاهيم الفلسفية المعاصرة.
  نحن في هذا المقام لا نريد تحليل متون الكتاب ولا تقريظه، بل نحاول قدر الإمكان ممارسة عملية النقد، لإزالة بعض أوجه الاشتباه والالتباس التي نعتقد بأن عبد الرزاق قسوم وقع فيها. وقبل أن نناقش مسألة الاشتباه في مفهوم الزّمان نعترف بأن موضوع الزمان في الفلسفة الإسلامية خطيرُ وصعبُ لأسباب الآتية:
1- ارتباطه بمسألة التوحيد التي تقتضي التنزيه والإيمان بأن الله لا يحويه مكان ولا يحده زمان.
2- استمرار الصراع بين الفرق والمذاهب الإسلامية حول طبيعته وماهيته وعلاقته بالذات الإلهية.
3- تنوع وتباين المصطلحات الدالة عليه، إذ لدينا أرمدة من المصطلحات المرادفة والمحايثة له،كالدهر، الحين، الوقت، اليوم، الساعة، والآن، والسنة، والعام، والحِجة، والأمد .....
4- نتج عن حركة الترجمة التباسات شتى في المفاهيم والمصطلحات، حيث أن الترجمة في عصر العباسي لم تكن أمينة ومارست فعل الخيانة على النّص اليوناني وخاصة النص الأرسطي والأفلاطوني بالذات.
5- أعطت الدّراسات المعاصرة وخاصة الفيزيائية بعدا فلسفيا وعلميا لمسألة الزمان والزمن، وفرقت بين مدلولات ومرادفات الزمان.
  كل هذه الأسباب وغيرها خلقت اشتباها لدى ابن رشد حول مفهوم الزمان، مما انعكس على كتابات السيد قسوم، حيث انساق وراء الرؤية الرشدية الأرسطية.

 ما ذا نقصد بالاشتباه؟؟؟ الاشتباه لغة هو التباس أمرين أو أكثر، حيث يعتقد المرء أنهما شيء واحد. وقد ورد في القرآن الكريم ذكر الأمر في سياق قصة المسيح عليه السلام، حيث وقع لليهود والرومان اشتباه بين عيسى المطلوب للصلب وبين تلميذه الذي خانه يهوذا الإسخريوطي. وذلك الاشتباه لحد الساعة لم يُرفع من الديانتين المسيحية واليهودية.
   راجع الكتاب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق