الأحد، 25 مايو 2014

كتاب: تأملات في فكر مالك بن نبي


 أصدر مخبر الأبعاد القيمية للتحولات السياسية والفكرية بالجزائرية كتابه 22، وُسم الكتاب ب: تأملات في فكر مالك بن نبي، حيث نشرنا لأول مرة نص الحوار الذي أجراه صحفي من مجلة " العلم والإيمان" مع المفكر مالك بن نبي قبل وفاته بشهر . شارك في الكتاب كل من
عبد القادر بوعرفة، عمار يزلي، زكي الميلاد، بن دوبة شريف، عباس شارف
وتم طبعه بدار القدس 
تقديم
*****
  أفكار مالك بن نبي، فيما نتصور، وُلدت في زمن مضى وانقضى، ولم يبق منها إلا تلك الأفكار التي لا ترتبط بالزّمان ولا بالمكان، بل تسافر في متون النصوص المستقبليّة، مثلما يسافر الخيال في أبعاد الزمان غير المرئية، وغير المدرَكة.
      تمخضت عن أفكار مالك بن نبي وفلسفته معالمُ بزوغ مدرسة بنابيّة، تحاول أن ترتقي بفلسفته وفكره إلى العالمية وتسمو بها سموا يؤهلها للانخراط في النزعة الإنسانية.
      نعتقد بأن البنابية لا يجب ربطها بالشّخص، بل بالفكرة، فهي محاولة لا تريد العودة العمياء إلى ما كُتب، بل تعمل على التجديد والإبداع فيما كتب وفكر، فالدراسات البنابية المعاصرة تهدف إلى وضع استراتيجيّة كفيلة بتكوين جيل من المواطنين القادرين على خوض غمار التّحديات المستقبلية التي سيفرزها عصر ما بعد الطاقة والبترول، ذلك أن وجودنا مرتبط بمدى تفكيرنا، فبقدر ما نفكّر بقدر ما نكون. وإذا كان لكلّ جيل نوع من الكوجيتو الذي يُحدّد معالم هُويته في لحظة ممارسة التعبد الحضاري في هيكل الخلافة الربّانية، فإن الكوجيتو الذي نتمثله في لحظة التّدافع الإنساني هو: " أنا أشهد إذن أنا موجود ".
محتّم على التّجمّع الإنسانيّ اليوم أن يسنّ فلسفة للحياة وفق معايير وقيم أخلاقية وإنسانية، وإلا ضاع أمام أنانيّته ورغبته الثيموسية في نزع التّفوق من الآخرين بالقوة.  
عندما تناول بن نبي المسألة الحضارية، باعتبارها تعبيرا عن مشروع فلسفة حياة وشهادة حضارية، فقد ركز على الجانب الإنساني من خلال نمط العلاقات القائمة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وهذا ما يجعلنا نتواصل معه تواصلا حضاريا يمُكّننا من تجديد الفكر والرؤى. فمالك بن نبي لا ينبغي أن نُحوّله إلى صنم، بل نجعل من شخصه رأسَ مالٍ رمزي، نستحضره عن وعي لنفكر من خلاله، لا لكي يفكر لنا، ولنجعل من بعض ما تبقّى من فلسفته أرضيّة لتطوير مشروع فلسفة الحضارة، لكي يلج "الإنسان الشّاهد" التاريخ الحيّ، لأجل تحقيق مشروع العالميّة الإسلاميّة الثانيّة.
   أ. د عبد القادر بوعرفة
24/01/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق