يوبا الثاني yuba 2 [ 24 ق.م/23 م ]
يعرف يوبا الثاني بجيبا في اللهجة
المحلية، ويُعد من أشهر ملوك السلالة
النوميدية التي حكمت نومديا في ظل الحماية الرومانية، جمع بين الحكمة والحُكم، وبين
الاقتباس من الآخر وعزّة الانتساب إلى الأصل النوميدي.
أُخذ بعد وفاة أبيه إلى روما وعمره لا
يتجاوز خمس سنوات، حيث أشرفت على تربيته وتعليمه أخت قيصر روما. وبعد أن مُنح حق المواطنة
وفق التَّشريع الروماني، والذي يفرض الإيمان بالسِّيادة الرومانية على شمال
إفريقيا، زَوَّجه الإمبراطور بكليو بترا
سيلني (ضريحها لازال لحد الساعة موجودا بشرشال).
عاد
إلى الجزائر كملك على إقليم نومديا وأنشأ
مدينة بول (شر شال) عاصمة لمملكته، فصك النقود باسمه وصورته.
تميز يوبا الثاني بميله إلى الأدب والفكر
والتاريخ، ولم يكن منساقا وراء السّياسة وبريق
سلطتها، فعمد إلى تأليف بعض المؤلفات التي لا نعرف إلا بعض أسمائها فقط، وأشهرها (
إيبيكا) والذي تتمحور موضوعاته على النّحو التالي:
-
جينيالوجيا السّلالة النوميدية.
-
تاريخ وتضاريس إفريقيا.
-
المعتقدات الدِّينية.
-
الثقافة العامة والخاصة التي
تميز النوميدي عن الآخر الدخيل.
ويعتقد أنّه أَلَف نصوصا مسرحية
وأخرى أدبية، علما أنّه شيّد المسارح والمعابد التي لعبت الدور الأساس في بث
الحركة الأدبية والفنية.
اهتم بالأدب
الأمازيغي وحاول تحديثه وتأصيله ليجابه به الأدب الروماني والإغريقي، رغم كون
الثقافة الرومانية والإغريقية تعتبر من أهم مرجعياته الفكرية وهو ذاته لا ينكرها.
جاء كتاب
إيبيكا ليعبر عن اعتزاز يوبا الثاني بأصله الأمازيغي الذي حاول الرومان احتقاره
وتدجينه، ومن جهة أخرى اعتباره عنصرا بشريا غير نبيل.
مات
سنة 23 م
عن عمر يناهز 51 حولا، وترك الحكم لابنه بطليموس الذي يعتبر آخر ملوك البربر تحت
نير الهيمنة الرومانية. ترك يوبا الحكمة ضالة كل جزائري امتلك اللّغوس وهاجس :أنا
أفكر إذن أنا موجود.
مقتبس من كتاب " أعلام الفكر والتصوف بالجزائر" ل: أ.د عبد القادر بوعرفة ، طُبع بدار الغرب، وهران، 2004.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق