خوارج
الأمس واليوم بين التكفير والتفكير
كم كان المهلب بن أبي صفرة مخطئا حين
أعلن أفول الخوارج إثر الهزائم المتكررة على يديه، فلقد عاد الخوارج في كل عصر يذبحون ويقتلون ... يكفرون ولا
يفكرون ... وعاد الخوارج خاصة في عصرنا يعلون الهجر والكفر... البراء والولاء...
وقتل الأطفال والنساء.. ونزعة التطهير المذهبي .. ويحملون للأخر المسالمة
والمجاورة ...
لم يعد الاختلاف إلا على مستوى التسمية ...
فهؤلاء سلفيون ووهابيون وقطبيون وهجرة
وتكفير ثم أصبحوا قاعدة وداعش وحالش وعصائب الحق ( سنة وشيعة) ... وأولئك خوارج من صفرية وشبابية
وقطرية وفجائية .... لكن الفعل واحد ... عشق الدم المراق على الأرض كما كان يعشق
الطوطم إراقة دماء القرابين على عتبات المعابد إرضاء للآلهة، .... ثم شرعوا انتهاك حرمات الله والشرع الحنيف
كانتهاك اللص حرمات المنازل .. .
يتلذذون بالتكفير المجاني لمن يشاركهم الملة
والقبلة ويخالفهم في المذهب والرؤية. يجدون عناء في التفكير والاجتهاد للارتقاء
بالأمة، حتى أصبح في عرفهم التفكير موجبا للتكفير، وعليه الموت ذبحا أو غدرا.
وليس حبهم للصلاة والصيام إلا كحب الجزار
للحظائر وحب الحردون لحركات ذيله ورأسه... كان علي بن أبي طالب رض الله عنه يتعجب
من فعل الخوارج ... صلاة بالليل وصيام بالنهار لكنه في الوقت نفسه ذبح وسفك وتكفير
للعباد ... وتجويز قتل النساء والأطفال ... ثم ابتدعوا حاكمية مبتدعة عنوانها
الرحمة والعناية وباطنها العذاب والخراب .... تنطلق من حاكمية الله ولكنها تؤسس
لحاكمية الإنسان .... كلمة حق أريد بها باطل ....
إن خوارج اليوم أشد فتكا وخطورة من خوارج
الأمس ... وحالهم كحال الدب الذي من فرط حبه لصاحبه قتله أثناء حراسته ليدفع عنه
ذبابة ...
أي فكر جهادي هذا الذي يصوغ لنفسه ترويع
الأمنيين والمسالمين؟ وتكفير المسلمين الموحدين؟؟؟ وتبرير قتل المواطنين الهائمين
في الشوارع وفي الطرقات بحثا عن قوت عيالهم
خلف عباب الخوف والسيارات المفخخة
والقنابل الموقوتة ... ؟؟
إن الفكر الجهادي التاريخي متعال عن أفعال
شباب اليوم، لأنه فكر ارتبط بالحرب ( كره)
التي تستلزم المبادئ والقيم الإنسانية .... كان السلف الصالح يجاهدون من يقاتلهم
من أمم الجوار لكنه قتال الشرفاء والنبلاء.
صدقت. ياسيدي. مدنا بمعارف .....سكرا
ردحذفأسعدتنا زيارتك .... شكرا
حذف