أرنوب النوميدي Arnoub [255 م/327 م ]
ولد بمدينة سيقا من أقاليم نوميديا من أسرة
مغمورة لا نكاد نعرف عنها شيئا، ولعل السبب يرجع كونها لم تعتنق المسيحية وظلت
محافظة على وثنيتها، مما جعل أرنوب
يتصدى للمسيحية في شبابه، ويخوض في
سبيلها معاركا وحروبا، محاولا الانتصار للفكر الوثني، لكنه سرعان ما تحول إلى
المسيحية بعد أن أدرك تهافت الوثنية كعقيدة وفكر.
كرس نفسه لخدمة
المسيح كما ادعى، واهبا نفسه للنشاط الديني والتبشير المسيحي، الذي تمخض عن إنتاج
فكري يعكس أسس ومرجعيات فكره.
ويعتبر كتابه الموسوم الرّد على الوثنين أهم كتاب يبرز فيه
نقائض ونقائص المذهب الوثني، كما يعرض أرنوب الاختلاف الحاصل بين المسيحية
والفلسفة الإغريقية لأجل تفنيد الدّعوة القائلة أن المسيحية هي مجرد استمرار
للفلسفة اليونانية. وقسم كتابه إلى الفصول التالية:
-
فصل فيما
بين المسيحية والفلسفة اليونانية من انفصال.
-
الفلاسفة
ملاحدة ووثنيون بينما رجال الدين مؤمنون.
-
الرب في
المسيحية لا يتطابق مع تصورات الفلاسفة.
-
المسيحية
عناية إلهية وليست لعنة سماوية.
ينفي في الفصل الأخير تهمة ارتباط انحطاط
الإمبراطورية الرومانية بظهور المسيحية، وأن هذه الأخيرة لم تكن لعنة من السماء، وحلل
انحطاط الرومان بعامل الزمن والسنن الكونية.
مات عن عمر
يناهز الثانية والسبعين (72)، وعلى أقرب تقدير سنة 327 م .
مقتبس من كتابي الموسوم أعلام الفكر والتصوف بالجزائر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق