لوكيوس أبوليوس Abolyousse [124 م/180 م ]
مقتبس من كتابي الموسوه : أعلام الفكر والتصوف بالجزائر
ولد أبوليوس بمداوروش بإقليم نوميديا ،
من أسرة مغمورة ولكنها ميسورة كَفِلَت له حظا وافرا للتَّعلم و التَّثقف ،
اهتم بالفلسفة الأفلاطونية والأرسطية ،
ونظر في كتب أفلاطون على لسان سقراط الحكيم وألف في ذلك رسالة .
كما
اشتغل في العلوم الطبيعية والهندسة وعلوم الفلك ، ومال إلى الموسيقى والأدب .تعتبر
الفلسفة اليونانية مرجعيته الأولى وأثرت على حيث ألف كتاب التحولات الذي يرد فيه عن الاتهامات التي ألصقت به ، وقد ترك صدى كبيرا ، أدى إلى
إعجاب سان أو غستين به . من اشهر مؤلفاته.
-
رسالة حول نِحْلَة أفلاطون.
-
رسالة حول العالم.
-
السّحر Magicae.
-
التَّحولات Les Métamorphoses.
وهو
أشهر ما كتبه على الإطلاق ، ذو صبغة فلسفية في قالب أدبي شيق ، يصور مشواره الفكري
وما حدث له من تحولات على مستوى الإيمان
والاعتقاد ، وقد سُمِّي الكتاب فيما بعد بالحمَّار الذَّهبي .
إن الحمار الذهبي مسيرة شاب يمسخ نتيجة
فكره وسلوكه إلى حمار، لكن المعدن الذهبي
ينتصر آخر الأمر ليعود الشاب إلى طبيعته الأولى
وقد تطّهر من أشباح العالم المادي وسما بفكره إلى عالم المعقولات و الذي هو
الأصل في الفلسفة الأفلاطونية .
مات
بقرطاجة سنة 180م عن عمر يناهز 56 حولا ، اشتغل بالتَّدريس خاصة الفلسفة والبيان .
العدالة
الضائعة
"..لم تتعجبوا إذن أيتها
الرؤوس الفارغة ، بل أيتها النعاج الواقفة أمام المحكمة ، بل أنتم أيتها النسور
التي ترتدي زي المحاماة الرسمي ، إن أصبح كل القضاة في أيامنا هذه يبيعون أحكامهم
بالمال ، فقد زيف حكم قضائي في بداية تاريخ العالم ، فصل فيه بين الآلهة
والبشر عن طريق المساعدة في إخفاء
الجريمة." الحمار الذهبي ص.270.
الحمار الذهبي
"..على أنني لم أشعر ، أن
قادني المشرف على حضيرة الخيل إلى المكان المقصود خارج المدينة ، بالمسرة ولا بأي
أثر للحرية . فقد شدتني زوجته وهي امرأة نفعية بخيلة إلى نير الطاحونة ، وقد راحت
تضربني ضربا شديدا بهراوة من فروع الشجرة
، لأطحن لها ولأسرتها دقيقا .بعرق جلدي
تطبخ منه خبزا ، ولم يكفها أن تنهكني في إطعام أسرتها ، وإنما طحنت القمح بدوراني
على للجيران أيضا في مقابل مبلغ من المال . وحرمتني أنا الحقير التافه حتى من
نصيبي المقرر من الشعير فقد جففته وطحنته من نفس الطاحونة التي أديرها ، وباعته
بصورة منتظمة للفلاحين ، أما أنا الذي كنت أقضي اليوم كله مشدودا إلى الطاحونة ،
فكانت تقدم لي قبل هبوط الليل نخالة غير مغربلة قذرة وتصر فيها الحجارة."
الحمار الذهبي ص.184/185.
مصرع العقل
"..ولوت
رأس سقراط إلى الخلف ، وغرزت السيف حتى مقبضه في مخنقة الأسير ، وراحت تجمع دمه المنهمر في قربة صغيرة بعناية
، بحيث لم يضيع منه قطرة واحدة. لقد رأيت ذلك بعيني ." الحمار الذهبي ص59.
المناجاة
"
.. أنظر إلي يا لوكيوس لقد نادتني دعوتك، فجئت، أنا أم الطبيعة، وسيدة العناصر
كلها، وخلية الأجناس، جوهر الآلهة والألهات. ضوء قبة السماء، ونسمة البحر الشافية،
صمت الجحيم المفجع خاضع لإشاراتي .أنا كائن، ومع ذلك فلي أشكال كثيرة، وشعائر
متغيرة، أحظى بعبادة الكرة الأرضية كلها تحت أسماء متعددة. فأنا هناك عند
الإغريقيين القدامى أم آلهة بسينوس، وهنا عند أهالي بلاس الاتيكين منيرفا
السكيروبية، وأدعى عند أهالي جزيرة قبرص فينوس النافية، أما عند رماة الكرتيين
فاسمي ديانا الديكونية وعند الصقليين الثلاثي اللغة أدعى بروسيربينا الستوجية، بينما
أدعى كيريس الأكيسية عند اللويزبن القدامى." الحمار الذهبي(275).
التّحول
"
..على هذه الصورة تكلم الكاهن الفاضل بحماس، وتنفس الصعداء تعبا و سكت.واختلطت
بعدئذ بالجماهير المؤمنة، وتقدمت لمصاحبة الموكب، فجلبت انتباه المدينة كلها، فنظر
الناس إلي وأشاروا إلي بأصابعهم وأومأوا برؤوسهم .وكانوا كلهم يتحدثون عني:-هذا
الرجل حولته اليوم الآلهة القديرة إلى إنسان يسعى بين الناس ثانية وفقا
لإرادتها.حقا،إنه لسعيد مغتبط غبطة ثلاثية .ذك أنه اكتسب عن طريق البراءة
والاستقامة في الحياة السابقة هذه الحماية الرائعة من السماء،حتى إنه ألزم نفسه
الانضمام إلى الشبيبة المقدسة وكأنه قد ولد من جديد."الحمار الذهبي 282.
شكرا استاذ على المقال ونحن نحتاج بقوة للتعرف على اعلام الفكر في الجزائر ولقد قام المؤرخ ابو القاسم سعد اللله بعمل رائع حول تاريخ الجزائر الثقافي لكنه اهمل الفترة ما قبل الموحدين ولو انه تدارك في هذه الايام بتحضيره لظهور الجزء الرابع محتويا للفترة القديمة فهناك اهمال للكثير من مفكريها امثال القديس دونا والامام افلح وغيرهما فيما يخص الحمار الذهبي فهو تاريخ هام لفترة انتقال الجزائر من عبادة الاوثان الى المسيحية والمانوية
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله
ردحذفشكرا العزيز عطار على التعليق الرائع والعميق، نحن نحتاج بالفعل إلى تاليف معجم خاص بأعلام الفكر بالجزائر دون الدخول في التفاصيل التاريخية بل يجب التركيز على المنتوج العقلي.