فاكهة الخلفاء
من مشاهير الكتب المؤلفة على ألسنة الحيوانات. طبع لأول مرة في دير الآباء الدومانيكيين في الموصل سنة
1869م. ويتضمن قصة أشبه بالروايات الشعبية، جعل المؤلف راويتها (أبا المحاسن حسان)
وبطلها (حسيباً): أصغر أولاد ملك العرب، الذي ترك خمسة أولاد، تنازعوا فيما
بينهم على الملك، فآثر حسيب ألا ينحاز إلى واحد من إخوته، واعتزل الأحداث ليكتب
كتاباً يشتمل على عشر حكايا في فن سياسة الملوك. فأوغر وزير الملك صدره عليه،
وحذره من مغبة الكتاب، فطلب الملك أخاه حسيباً، وحشر الحكماء والعلماء ليقرأ عليهم
الكتاب لمعرفة ما فيه من الأسرار. وهكذا يقوم حسيب بسرد تلك الحكايا حتى آخر الكتاب.
حيث يقوم الوزير ويقبل قدمي حسيب أمام جمهور الحكماء، وينعم عليه أخوه الملك
بجعله مستشاره الأول، ويكلفه بإصلاح ما بينه وبين إخوته الأمراء، فينجح حسيب في
مهمته، ويعم الأمن والرفاه أرجاء المملكة. لم يذكر ابن عربشاه أن كتابه هذا ترجمة وليس
عملاً من أعماله. إلا أن مقارنة بسيطة =كما يقول خراساني محمد غفراني في
كتابه: ابن المقفع ص535= تثبت أنه ترجمة عربية للترجمة الفارسية (المطبوعة) التي وضعها
السعد الوراويني سنة 622هـ: لكتاب
(مرزبان نامه) =انظره منشورا على الوراق في المكتبة المحققة= الذي ألفه باللهجة الطبرية: الإصبهبذ بن رستم: أحد ملوك آل
باوند في قزوين، في أواخر القرن الرابع الهجري. إلا أن د. عبد الله الغزالي في
كتابه (السارد والمخاطب في فاكهة الخلفاء) ذكر الكتابين في أعمال ابن عربشاه فقال
ما ملخصه: كان ابن عربشاه أحد الغلمان الدمشقيين الذين حملهم تيمور لنك إلى سمرقند
سنة 803هـ كما يذكر السخاوي، ثم خرج من سمرقند سنة 811 وجال في بلاد الشرق، وقضى
عشر سنوات في ديوان الإنشاء في الدولة العثمانية أيام محمد بن بايزيد ، تولى
أثناءها تربية ابنه: (مراد خان الثاني). وقام بترجمة كتاب (جوامع الحكايات) من الفارسية
إلى التركية، و(تفسير أبي الليث السمرقندي) من العربية إلى التركية، وكتاب (تعبير
الرؤيا) لنصر بن يعقوب الدينوري. ورجع إلى دمشق سنة 825هـ ثم تركها إلى القاهرة
سنة 840هـ لخدمة السلطان جقمق. وألف له كتاب (مرزبان نامه) ثم ألف كتابه (عجائب
المقدور في نوائب تيمور) سنة 841 ثم ألف كتابه (فاكهة الخلفاء) في صفر سنة 852هـ ثم
كان ما لقي من المحنة على يد جقمق، وزج به في السجن، ومات بعد خروجه من السجن ب(12)
يوماً يوم 15 / رجب / 854هـ. وانظر إجازته المطولة لابن تغري بردي في (المنهل
الصافي) وفيها سيرته بقلمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق