كشف ديبلوماسي إيراني منشق عن النظام معلومات خطيرة، استناداً إلى وثائق سرية اطلع عليها من قيادي كبير في “الحرس الثوري”، مفادها أن تنظيم “داعش” يتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في مشهد، شمال شرق إيران، يديرها كبار قادة المخابرات الروسية والايرانية، بهدف “خلق فوضى كبيرة في العالم العربي عامة والخليج خاصة والسعودية تحديداً”.
جاء ذلك في تقرير كتبه على مدونته على الانترنت الديبلوماسي فرزاد فرهنكيان الذي عمل مستشاراً بوزارة الخارجية قبل الانتقال إلى سفارات دبي وبغداد والمغرب واليمن، وكان آخر منصب له الرجل الثاني في السفارة الإيرانية لدى بلجيكا، قبل أن ينشق عن النظام في سبتمبر 2010 ويعلن استقالته من منصبه وانضمامه إلى “الحركة الخضراء” التي كانت آنذاك الحركة الرئيسية المعارضة للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
وأوضح فرهنكيان أنه في النصف الثاني من شهر فبراير الماضي حضر اجتماعاً مع بعض أعضاء مجلس المعارضة في الخارج عقد في فندق صغير بضواحي باريس، وتمكن من الانفراد لمدة أربع ساعات بقائد كبير في “الحرس الثوري” ترك منصبه قبل فترة، ويرتب حالياً للإقامة في الخارج كي يتمكن من إعلان انضمامه للمعارضة. وأشار إلى أنه سيشكف اسم “هذا القائد ومكانته الكبيرة في الحرس الثوري” خلال شهر مارس الجاري “بعد أن يتمكن (هذا الأخير) من ترتيب إقامته هو وأسرته”، موضحاً انه لم يكن ينوي التحدث عن ما دار في الاجتماع، إلا أن ما سمعه وما تأكد منه “بالوثائق السرية بالغة الحساسية” جعله يكشف بعضاً مما دار بينه وبين القيادي في “الحرس الثوري”.
وقال الديبلوماسي المعارض إن “من أخطر ما تأكدتُ منه هو أن العمل يسير بشكل سريع ومنظم لتطويق السعودية وجرها للحرب، وذلك بعد أن ينتقل الآلاف من المتطرفين أو ما يسمى تنظيم داعش إلى ليبيا كمحطة ترانزيت، ليتوجهوا إلى ساحة معركة كبيرة هي سيناء، حتى يتم إعلان دولة اسلامية في تلك المنطقة، وذلك بالتزامن مع محاولة اقتحام الآلاف من متطرفي تنظيم “داعش” الأراضي السعودية والأراضي الكويتية بعربات الدفع الرباعي، التي تستطيع الوصول للأهداف بسرعة عالية”. واضاف ان “من أخطر ما اطلعت عليه بالصور والوثائق والمستندات خلال تلك الأربع ساعات الخطيرة (في الاجتماع مع القيادي بالحرس الثوري) أن تنظيم “داعش” يدار ويتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في مشهد، ويدير الغرفة كبار قادة المخابرات الروسية والايرانية، والهدف هو خلق فوضى كبيرة في العالم العربي عامة والخليج خاصة والسعودية تحديداً، فالنظام الايراني لا زال يؤمن ويسعى بكل الوسائل لإخضاع مكة والمدينة لولاية الفقيه، أما روسيا فترى أن ذلك خطوة لابد منها لأنها تعتقد أيضاً أن السعودية كان لها دور كبير بتفكيك الاتحاد السوفياتي وهزيمته في أفغانستان”.
وأشار إلى أن “غرفة العمليات الروسية – الايرانية في مشهد تتولى عبر استخدام الأقمار الاصطناعية الروسية مهام مساعدة تنظيم “داعش” في مخططاته وتحركاته والتكتيكات التي يتبعها خلال عملياته، وكشف طلعات طائرات التحالف الدولي التي تستهدف التنظيم” في العراق وسورية. واضاف “استطاع الروس والنظام الإيراني تجنيد الآلاف من الهاربين من المناطق السورية والعراقية الملتهبة ومن تنظيم “القاعدة”، إضافة إلى تجنيد وجذب الآلاف من الهاربين من الحرب ضد “البعث” في العراق، حتى أصبح تنظيما “البعث” و”القاعدة” تنظيما واحدا تحت اسم “داعش” يدار من غرفة عمليات مشهد وبقيادة المخابرات الروسية والايرانية”.
وتابع الديبلوماسي في تقريره إن “المخطط المقبل الذي أراه واضحاً أمامي هو جر الأردن ومصر إلى الحرب، ومحاولة اقتحام الأراضي السعودية والكويتية، وبالتالي خلق فوضى بالمنطقة، لبدء مرحلة متقدمة ضمن الحرب العالمية الثالثة، فالروس والايرانيون لن يصمتوا أمام حرب البترول ضدهم وحصار الغرب لروسيا بسبب أوكرانيا.
وإذا ما نجح الروس والايرانيون في تنفيذ أخطر مخطط تشهده المنطقة، فإن ذلك في حقيقة الأمر سيكون كفيلاً بإعادة العالم العربي مئتي عام إلى الوراء بكل ما في ذلك من مآس ودمار”.