وقفات مع مصطلحات القرآن
المٌطهرون والمُتَطهرون
يؤول كثير من الناس لفظة " المطهرون"
تأويلا مذهبيا، إيديولوجيا، وأحيانا أخرى تأويلا فقهيا، وتارة أخرة تأويلا صوفيا
.... بيد أن السياق الذي نزلت فيه ضمن المتن القرآني بيّن وصريح، بل قطعي الدلالة،
قال
الله تبارك وتعالى: {إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه
إلا المطهرون{، المقصود ب}المطهّرون{ هم
الملائكة ..وأما
البشر فإنهم لا يُطلق عليهم" مطهّرون " لأنهم يتطهرون لقوله الله عز وجل في شأن
البشر:﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾، وقال في أهل قباء:﴿ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ وقال في شأن النساء: {فإذا
تطهّرن}.
أجمع المفسرون على أن الناس " يتطهّرون" ، ولا يُوصفون بأنهم " مُطهّرون "قال ابن عباس: }لا يمسه إلا المطهرون{ هو الكتاب الذي في السماء، وكان يقصد اللوح المحفوظ. وقال مرة ثانية: " يعني
الملائكة. "
وكذا ورد عن
ابن مسعود
حيث قال: هو الذِّكر
الذي في
السماء لا يمسُّه إلا الملائكة " قال قتادة:{لا يمسه إلا المطهرون} أي: لا
يمسُّه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسُّها لمجوسي النجس، والمنافق الرجس، وقال: وهي في قراءة ابن مسعود: ما
يمسُّه إلا المطهرون " وقال أبو العالية: {لا يمسه إلا
المطهرون} والقصد ليس أنتم ، أنتم أصحاب الذنوب. " قال الإمام مالك: " أحسن
ما سمعت في هذه الآية: {لا يمسه إلا المطهرون} إنما هي بمنزلة هذه الآية التي
في عبس
وتولى قول الله تبارك وتعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ، فَمَن شَاء ذَكَرَهُ، فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ، مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ،﴾ يعني أن المقصود به الصحف التي بأيدي الملائكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق