أ.د. عبد القادر بوعرفة
لقد عبر أفلاطون عن سلفية الإنسان في بنية نظريته المعرفية، حين اعتبر أن المعرفة هي مجرد تذكر لما كان، فالعالم الأرضي مجرد شبح وخيال لعالم أصيل هو الإيدوس. ومن خلال ما سبق، أود أن أقر بضرورة عدم إلصاق مفهوم السلفية بفئة من المتعبدين، ففي الأصل كلنا سلفيون، وللتفرقة بين الواقعين نستعمل مفهوم السلفاوية للدلالة على الحركة المتوغلة في الماضوية.
يحمل الخطاب السلفوي المعاصر ثقافة الكراهية والغل، تتجاوز حد المعقول في كثير من المواقف، وتتجه تلك النزعة صوب كراهية الأنا (ابن الملة) أو الآخر(المخالف في الملة).
لا أحد ينكر تربع الخطاب السلفوي (لا السلفي) بكل أنواعه وتياراته على عرش ثقافة الكراهية، إذ تنطلق السلفوية (لا السلفية) من كونها الفرقة الناجية، والوصية على الدين والأمة. عندئذ يصبح كل مخالف لها من المسلمين في خانة الضالين والفاسقين... ويصبح المجتمع موسوما بجاهلية القرن.
إن التقوقع داخل نسق الفرقة الناجية يجعل المنتمي هو النقي التقي، فيمثل الأنا المتعالي عن الذوات السافلة، في المقابل يخرج اللامنتمي من مفهوم (النحن) الناجي. إن مفهوم البراء (البرء) من المخالفين وهجرتهم تعتبر من أشد الخطابات السلفوية التي أشاعت ثقافة الكراهية في المجتمع الإسلامي، ودمرت بنية الذات والمجتمع والدولة.
إن التعبئة الإيديولوجية تدفع السلفوي إلى الاعتقاد أن البراء أصل من أصول الدين، وفعل تعبدي يُقرب المتبرئ من الله، فيصبح القتل بتهمة الردة والخروج عن الملة هو العرف السائد والمنهج القائم.
إن الاعتقاد السالف يقود إلى تفريغ شحنة الكراهية في أفراد الأسرة والمجتمع، فلا يُستثنى من ثقافة الكراهية الأهل والأقارب.
إن ثقافة الكراهية في الخطاب السلفوي تتصاعد تدريجيا، فبعد البراء والهجرة تأتي أخطر مرحلة من مراحل الكراهية، والمتمثلة في التكفير الذي يُوجب هدر الدم. إن ثقافة الكراهية في أدبيات وفتاوى التيارات السلفوية هي التي أشعلت فتيل الحروب الأهلية في كثير من الدول الإسلامية، وغذّت العنف المتنامي الذي حصد ما تبقى من إنسانية الإنسان في عصر الدم والموت.
ومن خلال ما سبق : هل يمكن أن نؤسس لخطاب المحبة والعفو في ثقافتنا المعاصرة بالرغم من سيطرة خطاب التكفير؟؟؟ وهل يمكن أن نحل مشاكل العالم العربي والإسلامي بثقافة الكراهية؟؟؟ وما البدائل الممكنة؟؟؟ وما الخطاب الذي يستطيع أن يحد من حدة وشدة خطاب الكراهية؟؟؟
نشرت في اسبوعية القادسية الصادرة في الجزائر العدد 51 في10/01/20
الخطاب المعاصر لا يُعبر بصدق عن المعنى الممارس، فالمعنى السائد يتجه نحو حصرها
في شكل من أشكال التعبد الذي يحمل مشاهد الحركة الوهابية الخصوص، لكن السلفية من
حيث الدلالة اللغوية والفكرية يُعبر عن كل ما يرتبط بالماضي كنزعة تريد الاستفادة
منه، ومن هذا المضمار اللغوي يصبح كل إنسان بالضرورة سلفي، لأنه لا يوجد إنسان على
ظهر الأرض لا يرتبط بالماضي، بمعنى استحضار سلفه في مجال وعيه التاريخي وحنينه
الحيوي.
لقد عبر أفلاطون عن سلفية الإنسان في بنية نظريته المعرفية، حين اعتبر أن المعرفة هي مجرد تذكر لما كان، فالعالم الأرضي مجرد شبح وخيال لعالم أصيل هو الإيدوس. ومن خلال ما سبق، أود أن أقر بضرورة عدم إلصاق مفهوم السلفية بفئة من المتعبدين، ففي الأصل كلنا سلفيون، وللتفرقة بين الواقعين نستعمل مفهوم السلفاوية للدلالة على الحركة المتوغلة في الماضوية.
يحمل الخطاب السلفوي المعاصر ثقافة الكراهية والغل، تتجاوز حد المعقول في كثير من المواقف، وتتجه تلك النزعة صوب كراهية الأنا (ابن الملة) أو الآخر(المخالف في الملة).
لا أحد ينكر تربع الخطاب السلفوي (لا السلفي) بكل أنواعه وتياراته على عرش ثقافة الكراهية، إذ تنطلق السلفوية (لا السلفية) من كونها الفرقة الناجية، والوصية على الدين والأمة. عندئذ يصبح كل مخالف لها من المسلمين في خانة الضالين والفاسقين... ويصبح المجتمع موسوما بجاهلية القرن.
إن التقوقع داخل نسق الفرقة الناجية يجعل المنتمي هو النقي التقي، فيمثل الأنا المتعالي عن الذوات السافلة، في المقابل يخرج اللامنتمي من مفهوم (النحن) الناجي. إن مفهوم البراء (البرء) من المخالفين وهجرتهم تعتبر من أشد الخطابات السلفوية التي أشاعت ثقافة الكراهية في المجتمع الإسلامي، ودمرت بنية الذات والمجتمع والدولة.
إن التعبئة الإيديولوجية تدفع السلفوي إلى الاعتقاد أن البراء أصل من أصول الدين، وفعل تعبدي يُقرب المتبرئ من الله، فيصبح القتل بتهمة الردة والخروج عن الملة هو العرف السائد والمنهج القائم.
إن الاعتقاد السالف يقود إلى تفريغ شحنة الكراهية في أفراد الأسرة والمجتمع، فلا يُستثنى من ثقافة الكراهية الأهل والأقارب.
إن ثقافة الكراهية في الخطاب السلفوي تتصاعد تدريجيا، فبعد البراء والهجرة تأتي أخطر مرحلة من مراحل الكراهية، والمتمثلة في التكفير الذي يُوجب هدر الدم. إن ثقافة الكراهية في أدبيات وفتاوى التيارات السلفوية هي التي أشعلت فتيل الحروب الأهلية في كثير من الدول الإسلامية، وغذّت العنف المتنامي الذي حصد ما تبقى من إنسانية الإنسان في عصر الدم والموت.
ومن خلال ما سبق : هل يمكن أن نؤسس لخطاب المحبة والعفو في ثقافتنا المعاصرة بالرغم من سيطرة خطاب التكفير؟؟؟ وهل يمكن أن نحل مشاكل العالم العربي والإسلامي بثقافة الكراهية؟؟؟ وما البدائل الممكنة؟؟؟ وما الخطاب الذي يستطيع أن يحد من حدة وشدة خطاب الكراهية؟؟؟
نشرت في اسبوعية القادسية الصادرة في الجزائر العدد 51 في10/01/20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق